بســــم الله الرحمن الرحيم

بيان عن الجلسة الثالثة من المحاكمة السياسية للمدافع عن حقوق الإنسان والمطالب بالإصلاح الدستوري وسلطة الأمة: فوزان بن محسن الحربي وهو من الأعضاء المؤسسين لجمعية الحقوق المدنية و السياسية (حسم)

الرياض, المملكة العربية السعودية

الجمعة 9 ربيع الأول 1435هـ, 10 يناير 2014م

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه الذين أقاموا معالم العدل والشورى.

عقدت الجلسة الثالثة يوم الخميس 8 ربيع الأول 1435هـ (9 يناير 2014م) من المحاكمة السياسية لفوزان الحربي في المحكمة الجزائية بالرياض لدى القاضي: عمر بن علي الصحن وحضر الجلسة كممثلين للدفاع عنه كل من: المحامي د.إبراهيم المديميغ والوكيل عبدالعزيز الشبيلي, كما حضر المدعي العام: عبدالله بن عبدالرحمن الصفيان.

تواجد الحضور من الساعة الثامنة, وفي الساعة التاسعة والربع طلب القاضي دخول وكلاء فوزان الحربي فقط, وحينما دخلوا تفاجئوا بوجود أشخاص داخل قاعة المحاكمة على المقاعد المخصصة للجمهور ولم يحضر فوزان الحربي, كما تواجد داخل قاعة المحاكمة عدد كبير من العسكر باللباس المدني والرسمي.

القاضي: هؤلاء وفد من الإتحاد الأوروبي والمكان لا يتسع لدخول الجمهور. عبدالعزيز الشبيلي: يجب أن يدخل الجمهور وسبق وأن طالبنا بقاعة أكبر, على الأقل يدخل خمسة من الحضور. القاضي: المكان لا يتسع, لكن سنحضر كراسي إضافية. وسمح لخمسة أشخاص بالدخول, ولم يحضر فوزان الحربي بعد. ثم أمر القاضي بخروج الجمهور وقال: هؤلاء ضيوفي –مشيرا للوفد- ولا أستطيع أن أخرج أحد منهم, لذلك سنكتفي بشخصين فقط من الحضور. الشبيلي: من حقنا أن يدخل جميع من حضر لكن مراعاة لك نكتفي بخمسة فقط. ثم أذن القاضي للخمسة بالدخول بعد أن سحبت هواتفهم النقالة وسجلت أسمائهم وأرقام هوياتهم.

حضر فوزان الحربي للقاعة, افتتح القاضي الجلسة الساعة التاسعة والنصف, وبدأ يسرد للوفد ما جرى في الجلسات السابقة. الشبيلي: أعترض على هذا, شرحك عن ما جرى في الجلسات السابقة يأخذ من الوقت المحدد للجلسة. القاضي: أنا رئيس الجلسة وأنا أقرر. وبعد أن انتهى من الشرح قال القاضي موجها حديثه لفوزان: ما هو ردك على باقي التهم؟ الشبيلي بعد أن طلب الإذن بالحديث: أنت قلت لي في الجلسة الماضية التي أصدرت فيها أمر إيقاف موكلي راجعني يوم الأحد, وفي يوم الأحد لم تخبرني عن سبب الإيقاف, ونحن الآن ننتظر منك أن تخبرنا عن سبب إيقاف موكلنا. القاضي: قلت لك أن النظام حدد من صلاحيات القاضي ناظر القضية أن يوقف المتهم. الشبيلي: أنا أعرف أن النظام أعطاك هذه الصلاحية, لكن سؤالي ما هو سبب الإيقاف؟ القاضي: إن تحدثت أخرجتك من القاعة, وسبب الإيقاف سأكتبه في صك الحكم!

القاضي يرد على هاتفه الجوال وبعد الانتهاء قال: “هذا رئيس المحكمة يطمئن على الوفد الأوروبي”.

ثم طلب القاضي من فوزان أن يقدم الرد على باقي التهم. فتلا فوزان من ورقة بعد أن قرأها القاضي نصها: “أمتنع عن تقديم الرد على بقية تهم المدعى العام للأسباب التالية:

1-    أوقفت وأودعت السجن دون مبرر, حيث أنك لم تٌسبّب قرار الإيقاف, وحين سألتك عن السبب, وحضر إليك وكيلي: عبدالعزيز الشبيلي يوم الأحد 26صفر 1435هـ , تناقضت أقوالك حول تسبيب القرار, فمرة قلت سبب الإيقاف هو نشري لمجريات التحقيق معي, فرد عليك وكيلي أن تهمة نشر التحقيقات مفترض أنها وقعت وانتهت وتحاسبه عليها في الحكم, ثم قلت سبب الإيقاف هو الاستراحة والاثنينية, فقال لك إن الاثنينية تعقد منذ سنوات قبل إنشاء الجمعية ولا علاقة بينهما وذكر لك أني وقعت تعهد بعدم مناقشة أمور الجمعية في اثنينية ثقافة المجتمع المدني, ولم يكن التعهد بعدم إقامتها, ثم قلت إن سبب الإيقاف هو الجرائم الموجبة للتوقيف, ثم سألك وكيلي ما هي جريمتي التي أوجبت ذلك ولم تجبه, وقلت سأخبرك في الجلسة القادمة, وهكذا تؤجل إبلاغنا سبب قرار الإيقاف, فإذا كان الإيقاف قرارك, فمن المفترض أنها توفرت لديك القناعة و الأسباب لاتخاذه و لأخبرتنا بها في حينه.

هذا علاوة على أن ظروف السجن السيئة,والزحام الشديد حيث يجد النزيل صعوبة في إيجاد مكان للنوم, والضوضاء الشديدة وغيرها من العوامل التي تحط من كرامة الإنسان في سجن الملز, يجعل من المستحيل على النزيل كتابة الدفوع.

2-    عندما دخلنا المكتب في الجلسة الثانية, تواجد عنصر أمن بلباس مدني جالسٌ في مقاعد الجمهور, وعندما خرجت من المكتب بصحبة رجال الأمن إلى السيارات الرسمية تبعنا إلى هناك, مما يؤشر على تدخل جهاز المباحث العامة في قاعة المحاكمة, كما أنه في الجلسة الثانية سجلت أسماء وأرقام هويات الحضور تمهيدا لإرسالها للمباحث العامة على غرار المحاكمات السابقة.

لهذه الأسباب فإن فرصة حصولي على محاكمة عادلة في محكمة مستقلة أمام قاضي محايد هي فرصة مستحيلة لما أسلفت من نقاط, كما أن تقديم المزيد من الدفوع غير مجد وغير ممكن, فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا, وأسدل الستار توفيرا لوقت وجهد الجميع.

أسأل الله أن يدلنا على طريق الحق والعدل ويعيننا على التمسك به.”

فسأل القاضي فوزان: هل تمتنع عن تقديم إجابة على بقية التهم؟ فوزان: لا, أنا أريد تقديم إجابة لكن للأسباب التي ذكرتها هي من تمنعني عن تقديم الإجابة. إبراهيم المديميغ: نريد تقديم إجابة لكن إيقاف موكلنا يمنعنا, لأن موكلنا يحتاج لمراجع و جهاز كمبيوتر للكتابة, وظروف السجن سيئة للغاية, من تكدس للسجناء وغيره, ووصل الحال بموكلنا أنه لم يجد مكان ينام فيه فضلا عن كتابة الدفوع. الشبيلي: المكان الذي زرنا فيه موكلنا في السجن مزري للغاية ومتسخ وجلسنا معه على الأرض, فكيف الحال داخل السجن؟ القاضي: انتهى الوقت المحدد للجلسة.

ورفعت الجلسة في تمام الساعة العاشرة وحددت الجلسة القادمة يوم الأربعاء 14 ربيع الأول 1435هـ (15 يناير 2014م) الساعة التاسعة صباحا.

والجمعية تتقدم بالشكر لكل من حضر جلسة المحاكمة خصوصا القادمين من خارج منطقة الرياض وتكبدوا مشقة السفر.

والله ولي التوفيق

جمعية الحقوق المدنية والسياسية

حسم