هذا جزء من مقال كتبة عضو جمعية الحقوق المدنية و السياسية (حسم) عمر بن محمد السعيد ليلة إيقافه وأرسله بالبريد الالكتروني لأحد الأعضاء فجر يوم الأحد 18جمادى الآخرة 1434هـ , الموافق 28أبريل 2013م .
على أن يكمله بعد خروجه من التحقيق… لكن أيدي البطش أبت إلا اعتقاله.
عنوان المقال: السجن لا يخيف
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على رسول الهدى مرسخ العدل و الشورى
إن المطلب الأساس هو الدستور-المستمد من الكتاب و السنة- والآلية المنشودة نشر الوعي الحقوقي مدنيٌ و سياسي و فيما بينهما الدفاع عن المعتقلين تعسفيا و رصد الانتهاكات وإحقاق العدل والشورى، وإذا أردنا أن نصل لهذا كله، علينا أن نقول متجردين من حظوظ النفس بأن السجن لا يخيف، بل المخيف بقاء الآلاف خلف القضبان تأكل السنين أعمارهم، المخيف نهب ثروات البلاد, المخيف التفرد بالقرار السياسي، المخيف سلطة الفرد دون رقابة ومحاسبة، المخيف و المرهب توظيف أموال الشعب لصالح سارق ومفسد استغل الجمود الفكري والثقافي ليحقق أهدافه، فكما هو معلوم في علم الاجتماع السياسي [المجتمع اللا منتج مقلد] فلا نستنزف الطاقات بكرة مستديرة تعيدنا كل مرة للصفر ! .
فكم هو مؤلم تعطيل العقول وتحبيطها و الحيلولة دون إعمالها وذلك باستغلال السلطة لفئة دون أخرى و احتكار القرار لمصالح خاصة تضر بالمصالح العامة واحتكار الحق الحصري للأمة .
والعزاء كل العزاء و الشفقة والألم لمجتمع ينظر للمجازف المضحي بما لديه (بالمال و النفس) لمطلب سامي نبيل كـ (الدستور) *سفينة نوح* بأنه متسرع لا يدرك عواقب الأمور و الحقيقة الثابتة بالسنن الكونية و العلوم الطبيعية وأنه غير مدرك لما يحدث ومع الأسف أنه تائه دون أن يعلم بحقل الاستبداد و الاجتهاد الجبري. ! ..
ما يعيشه الشعب السعودي اليوم من ظلم وقهر وكآبة وارتفاع لنسب الأمراض النفسية والعضوية هو باعث من بواعث السياسية الداخلية بحقه، فلسنا أهل الدار إن لم نذب عنه المكائد و المناهب ولسنا أهل الدار إن لم نحميه و نستجمع طاقاتنا ضد قيادات الجور و القمع و التعذيب الجسدي و النفسي و الإخفاء القسري ! وأقصد بكلامي “وزارة الداخلية” تحديدا فهي صاحبة التابوت الجماعي الذي تلقف فيه كل محتسب كريم يعجز عن التماشي مع سياسة التفريق و الإشغال عن مقاصد الشريعة العظمى، فهي الركن الأساس لبناء المجتمع وإصلاح الدولة، ولكل إصلاح آلية تسهل وتيسر تخطي العواقب، وهذا يحتاج إيمان راسخ بمشروع جديد يدعم صوت المطالبة الواعية توخيا لردود الأفعال و الطيش الثوري المندفع وسد منافذ الباكتيريا البشرية !
و الفكاك من هذا كله المطالبة حتى بلوغ المشروع الإصلاحي صاحب المعايير و الضمانات المكفولة لسلامة و استقرار وحرية الشعب؛ وبما أننا في ظل تعتيم وتجريم على حرية الرأي و التعبير فلسنا بصدد اختراع منظومة سياسية مدنية جديدة, خصوصا أن البديل جاهز، ومعمول عليه ببلدان كثر .. ولا يتطلب منا أكثر من تكييفه للخصوصية الإسلامية و البيئية -الغاية الجوهرية تتميز بالثمن الباهظ- وهو أقل بكثير من ثمن الاستبداد دنيا و آخرة.
يتبع ..
Comments are closed.