التاريخ: الاثنين 11 محرم 1431 هـ، الموافق 28 ديسمبر 2009م.
الموضوع: الأجهزة القمعية تضاعف تعذيب عضو جمعية الحقوق المدنية والسياسية وداعية حقوق الإنسان الشيخ سليمان الرشودي. لماذا؟
المرفقات:
1.الرسالة التي بعث بها الشيخ الرشودي من سجنه يشرح فيها ظروف اعتقاله.
2. المذكرة القانونية التي بعث بها فريق الدفاع عن الشيخ الرشودي لمقام خادم الحرمين.
خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وفقكم الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصلت إلى الجمعية معلومات مؤكدة أن عضو الجمعية الشيخ سليمان بن إبراهيم الرشودي، القاضي السابق والمحامي وأحد القيادات في تيار الدستور والمجتمع المدني وحقوق الإنسان، يتعرض لمزيد من التعذيب الفظيع الجسدي والنفسي.
وأخر فنون التنكيل التي مارستها أجهزة القمع ضد الشيخ الرشودي هي أنها قد ربطت قدميه بسلسلتين، أحداهما تقيّد القدمين معاً والأخرى تشد القدمين إلى إطار السرير، ويكون خلال النهار مربوط في وضعية تحرمه من النوم والاسترخاء بحيث يبقى جالساً، وفي الليل تقيد القدمان في أعلى السرير في وضعية تسمح له بالنوم غير المريح، وقد أدمت الأغلال ساقيه لثقلها وبقاءه فيها طويلاً كما أكدت لنا المعلومات، ولم تنزع عنه هذه الأغلال حتى في وقت زيارة أطفاله الصغار وزوجته الذين دفعهم بشاعة المشهد إلى البكاء والامتعاض، حيث يتساءل الأطفال عن سبب وضع القيود في قدمي والدهم الكبير في السن، وعند مساءلة زوجته لأحد السجانين عن أسباب هذه المعاملة القاسية والمهينة أفاد بأنها توجيهات وأوامر من دوائر عليا، دون إعطاء أية تفاصيل.
والجمعية تتساءل: لماذا ضوعف التعذيب الآن على الرغم من مضي أكثر من ثلاث سنوات على اعتقاله انفراديا؟
ولا يحتمل أن يقال أن هذا التعذيب من أجل انتزاع اعترافات مفبركة.
إن زيادة التعذيب على الشيخ إنما حدثت عندما أعلن انضمامه لجمعية الحقوق المدنية والسياسية وهو في المعتقل، فاعتبرت المباحث السياسية انضمامه تحدياً لبطشها لأن سجنه أكثر من ثلاث سنوات لم يزده إلا إصراراً على العمل السلمي وثباتاً على مبادئ الجهاد المدني في مجال حقوق الإنسان، كما أن تعذيبه بهذا الشكل الفظيع الذي جعل أطفاله يبكون حول سريره رسالة للآخرين الناشطين في مجال حقوق الإنسان لتخويفهم من العمل في هذا الميدان، ثم أيضاَ هو داعية حقوق إنسان يؤمن بالعمل السلمي وشارك في الخطابات المطالبة بالدستور والمجتمع المدني، فإذا كانت وزارة الداخلية تتعامل مع دعاة حقوق الإنسان بهذا الشكل غير الإنساني والفظيع فما بالك بغيره. والجدير بالذكر أنه قد ناهز السبعين عاماً، فسجنه أيضاً مخالفاً للأعراف الدولية التي تستثني كبار السن من السجن والإيقاف، وهو أيضاً مريض بدليل أنه معتقل في مستشفى عرفان في جدة منذ أكثر من سنتين، فأية رسالة تبعث بها وزارة الداخلية إلى الشباب المعجبين بأطروحات تيار الجهاد السلمي وهي تزج برموزهم في السجون وفوق ذلك تعذبهم عذاباً فظيعاً؟!
إن هذا التعذيب المتصاعد زيادة على ما سبق أن ذكره فريق الدفاع في بيان سابق مرفقاً برسالة منه عن أنواع التعذيب (مرفق صورة منهما مع هذا الخطاب)، وهذه الأساليب التي تستخدم ضد دعاة حقوق الإنسان هي بالإضافة لكونها تعذيباً تحظره الشريعة الإسلامية والقوانين الدولية التي صادقت عليها السعودية، خصوصاً اتفاقية مناهضة التعذيب، هي نوعاً من أخطر أنواع الإرهاب الرسمي، فكيف تظن الدولة أنها ستقضي على الإرهاب ووزارة ا لداخلية تكرسه أسلوباً وحيداً للتعامل مع الناشطين الحقوقيين فما بالك بالسياسيين والمعارضين، وهذه الأساليب هي المولدة للعنف والتطرف.
خادم الحرمين الشريفين
أولاً، نناشدكم التدخل لإنهاء هذه المآسي التي يندى لها الجبين، وهي مما أجمعت الأديان والشرائع على تحريمه وتجريم من قام به،
ثانياً، أننا نحمل وزارة الداخلية المسئولية كاملة عن مضاعفات هذه الممارسات على صحة وحياة الشيخ سليمان الرشودي،
ثالثاً، إن الرشودي كغيره من سجناء تيار الدستور والمجتمع المدني وحقوق الإنسان (وهم د. عبدالرحمن الشميري، علي خصيفان القرني، د. موسى القرني، د. سعود الهاشمي، فهد الصخري القرشي، عبدالرحمن بن صديق، سيف آل غالب الشريف، منصور سالم العوذة) قد فبركت لهم تهم لشل فعاليات المجتمع المدني التي هي ملاذ الشباب عن العنف.
وهذا العمل الشنيع يسيء لسمعة الدولة ويشكك في مصداقيتكم شخصياً في نشر ثقافة حقوق الإنسان التي أعلنتم تبنيها، كما أنه يخرم مصداقية الدولة في عضويتها في مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، إذ يوحي بأنها قد انتسبت إلى ذلك المجلس لتغطي على انتهاكاتها، وعلاجكم يا خادم الحرمين بطي هذا الملف يثبت مصداقيتكم بالإفراج عنهم أولاً ومحاسبة المتورطين بالتعذيب ثانياً.
وفقكم الله ورعاكم
جمعية الحقوق المدنية والسياسية
في المملكة العربية السعودية
رقم صادر البريد: EM000245153SA
تاريخ الارسال: الاثنين 11 محرم 1431 هـ، الموافق 28 ديسمبر 2009م