من أجل العدالة / خطاب شعبي الى الملك بخصوص كارثة جدة

 

من أجل العدالة : الخطاب الشعبي إلى خادم الحرمين الشريفين بخصوص كارثة جدة
والخطاب مفتوح للتوقيع
(من هنا)

 نص الخطاب

بسم الله الرحمن الرحيم

خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،

لقد تلقينا بسعادة غامرة وحبور عميم أمركم الصادر يوم الأثنين الموافق 13 ذي الحجة من عام 1430هـ، والذي جاء فيه عدم موافقتكم على تبرير الكارثة الحادثة بأنها لأمر غير معتاد من أعاصير وخلافه، حيث نتجت عن أمطار لا يمكن وصفها بالكارثية، كما جاء فيه الأمر بتشكيل لجنة محددة الأعضاء تباشر مهامها في الحال وبتفرغ كامل للتحقيق وتقصي الحقائق في أسباب الفاجعة، وتحديد مسؤولية كل جهة حكومية أو أي شخص له علاقة بها ، كما للجنة حق استدعاء أي شخص أو مسؤول كائناً من كان، وجاء فيه أيضا الأمر بصرف مليون ريال حالاً لذوي كل شهيد غرق في سيول جدة وتعويض المتضررين في ممتلكاتهم.

إننا يا خادم الحرمين منذ أن تعرضت مدينة جدة في يوم الأربعاء الأسود الموافق 8/12/1430 هـ لهطول أمطار لم تزد مدتها عن الخمس ساعات، بيد أنها كانت الفاضحة الكاشفة لمدى ترهل هذه المدينة الغالية على قلوبنا، منذ ذلك والكارثة تتفاقم يوماً إثر يوم، فبيوت غرقت وأسر شُرّدت ونفوس بلا أي ذنب قُتلت، وحُفرت في وجه جدة عروس البحر الأحمر أخاديد من الألم والمعاناة لن تزول لفترة طويلة وربما لعقود من الزمن، كما هو حال حفرها في عقلنا الجمعي وفي قلوبنا جراحاً غائرة، لا يعلم إلا الله مدى عمقها وفداحتها، ولا نحسب أن عائلة في جدة لم تصبها هذه الكارثة بشئ من آثارها، وفينا من لم يزل بعدُ ضرره بليغاً ومؤلماً وكبيراً، نسأل الله العون للجميع.

خادم الحرمين ..

إننا أمام هذه الكارثة التي ألمّت بنا وبمديتنا الغالية على قلوبنا – ولكي لا تتكرر المأساة مرة أخرى- نلتمس منكم أن تعلنوا لنا نتائج التحقيق الذي أمرتم به، وتفضحوا الفساد وتحاسبوا أهله وفق الأنظمة والقوانين العادلة، إننا نطالب بمحاكمة المتسببين لما حدث، من المسؤولين والجهات الحكومية ذات الصلة وسياساتها المطبقة عبر عقود طويلة وقد تراكم فيها الفساد حتى أوصلنا إلى هذه المرحلة التي ندفع نحن اليوم ثمنها بينما ينعم المتسببون بها بالخير والرفاه.

إن معرفتنا يا خادم الحرمين بمن جرّ علينا هذه الويلات وتسبب في هذا الخراب هو حقنا الذي نطالب به، ونحن عندما نطالب بمعرفة الحقيقة كاملة نريد من وراء ذلك أن لا تتكرر المأساة مرة أخرى في الأعوام القادمة.

ومعرفة الحقيقة ربما تكون بلسماً يداوي شيئاً من جراح نفوسنا، سيما عندما نتأكد من بعد ذلك أن كل من تسوّل له نفسه الإفساد في مدينتنا ونهب خيراتها وإهمال مصالحها وتغليب مصالحه الخاصة على مصالح العموم سيكون مصيره المحاسبة والمعاقبة ولو بعد حين.

إننا يا خادم الحرمين نريد أن نعرف من حول مجاري السيول والأودية إلى مخططات وأراضي وفاز بالأموال وترك الناس لمصيرها، نريد أن نعرف مصير المبالغ المالية الطائلة ( 7 بلايين ريال ) التي أعلن عنها في الصحافة منذ خمس سنوات لحل مشكلة الصرف الصحي أين ذهبت ؟

نريد أن نعرف من أقام الأسواق الكبيرة في مجاري الأودية ومنع مياه السيول من الوصول إلى البحر كما خلق الله الطبيعة.

نريد أن نعرف من هم وراء ترهل البنية التحتية إلى هذا الحد المؤلم المخيب للآمال.

هذا الذي نريد أن نعرفه يا خادم الحرمين لا شئ أكثر من الحقيقة الكاملة والحاسمة والواضحة، ونحن نضع هذا المطلب أمانة بين يديكم.

وأنت صاحب المقولة الشهيرة : ” سأضرب بالعدل هامة الظلم “

إننا نأمل في هذه اللحظة التاريخية التي لن ينساها أهل جدة وأهل المملكة العربية السعودية جميعهم بأن سيف العدل الذي يضرب هامة الظلم لن يعود إلى غمده إلا وقد أطاح بسياسة الفساد الخاطئة التي تفشت خلال العقود الأخيرة الماضية، المفضية إلى هذه الكارثة الكبرى، لتكن بعد ذلك الحقيقة كاملة أمام الرأي العام عبرة للمعتبرين.

وعلى إثر ذلك وحتى لا نصلي صلاة الاستسقاء في كل مرة واضعين أيدينا على قلوبنا خشية على أرواحنا وممتلكاتنا فإننا عاقدون الأمل بكم أن تعلنوا عن خطة وطنية شاملة وسريعة لإنقاذ مدينة جدة من الاحتضار إلى الافتخار، ومن مشاكلها العويصة المتراكمة والتي ليست مشكلة تصريف مياه الأمطار إلا جزء منها، كمشكلة الاختناقات المرورية، ومشكلة المياه، والتلوث البيئي وغيرها .

هذه الخطة تبدأ بتبني الصرف المادي اللازم على الخطط الاستراتيجية الضرورية والخدمات الأخرى مع تشديد المراقبة على مصارف هذه الأموال وأوجه استهلاكها، حتى لا نقع ضحايا أباطرة الفساد مرة أخرى، ولن يكون ذلك البتة إذا مكّن الشعب من تأسيس جمعياته ومؤسساته الأهلية، والتي لطالما انتظر إقرار نظامها الخاص المحال من قبل مجلس الشورى إلى مجلس الوزراء منذ شهر محرم من عام 1429هـ ، هذا النظام إذا أُقر فإنه سيسنح للمواطن فرصة كبرى للمساهمة في إدارة مجتمعه وتطويره، كما يعزز آليات المراقبة الشعبية.

وكما طالبنا بالصدق وكشف الحقيقة فإننا الموقعون أدناه من الأهالي وعامة الشعب ملتزمون بذلك، لا دافع لنا إلا صدقنا في حبنا لهذا الوطن وتعبيراً منا على غيرتنا عليه أن يمسه بسوء، وتوجهاً متجرداً منّا إليكم.

إننا يا خادم الحرمين وقبيل أمركم الملكي كنا قد انتدبنا محامين منّا وقانونيين جمعوا العدد الكثير من شهادات الشهود وإفادات بعض المسؤولين ذات علاقة وطيدة بأسباب الكارثة التي لم تزل آثارها، وكنا ننوي تقديم كل ذلك في مقاضاة من نعتقد أنهم خصومنا في محاكمة عادلة حتى جاء أمركم الملكي العادل، وعليه فإننا نضع ما جمعناه تحت إرادة هذه اللجنة كما نناشدكم الأمر بتمثيل شعبي يكون داخل هذه اللجنة من مهندسين ومحاسبين ومتخصصين في علوم البيئة ومحامي ذوي الضحايا، منتظرين بفارغ الصبر ما سوف تسفر عنه من نتائج وتوصيات بادية للعموم وواضحة، آملين أن تكون تاريخية وحاسمة.

يا خادم الحرمين الشرفين لقد توشحت عروس البحر الأحمربثياب الحداد في أيام عيد الأضحى ولا عيد لها من بعد ذلك إلا ما تحمله قابل الأيام من أنباء سارة تصلح من شأنها، داعين المولى أن يوفقنا وإياكم إلى ما فيه خير ورفعة ورفاهية الإنسان في هذا الوطن .

والله يحفظكم ويرعاكم ،،،

موقع الخطاب

مواضيع مشابهه

اعتقال الناشط الحقوقي ثامر بن عبد الكريم الخضر (تحديث: ردود الافعال)اعتقال الناشط الحقوقي ثامر بن عبد الكريم الخضر (تحديث: ردود الافعال)

بيان اعتقال الناشط الحقوقي ثامر بن عبد الكريم الخضر بسم الله الرحمن الرحيم  اعتقلت مباحث القصيم الناشط الحقوقي ثامر بن عبد الكريم الخضر وذلك عند الساعة الحادية عشرة من مساء

إقـرأ المزيدإقـرأ المزيد

مذكرة: لماذا (لجنة تقصي الحقائق)؟ عن انتهاكات وزارة الداخلية حقوق الانسانمذكرة: لماذا (لجنة تقصي الحقائق)؟ عن انتهاكات وزارة الداخلية حقوق الانسان

بسم الله الرحمن الرحيم  مذكرة لماذا  (لجنة تقصي الحقائق)؟ عن انتهاكات حقوق الانسان      أولا= خزان التوتر  يتراكم، بتوالي  سحق الحكومة حقوق المواطنين المدنية والسياسية ولاسيما منذ ثلاثين عاما،  1=عجز

إقـرأ المزيدإقـرأ المزيد

دعوى قضائية ضد وزارة الداخلية بعد تعليق محاكمة الناشط الحقوقي محمد البجاديدعوى قضائية ضد وزارة الداخلية بعد تعليق محاكمة الناشط الحقوقي محمد البجادي

بعد أن علقت “محكمة” وزارة الداخلية محاكمة الناشط الحقوقي والعضو المؤسس في جمعية حسم محمد بن صالح البجادي، رغم أن المحاكمة في الأساس لا توفر الحد الأدنى من معايير العدالة،

إقـرأ المزيدإقـرأ المزيد