بقلم إبراهيم النوفل
قرارات الحكومة ووعودها الوهمية , وتجاهلها لحقوق المواطنين , وإنكباب الشركات على سرقة ما في جيوب المواطنين, لم تكن لتحدث لولا أن الشركات والحكومة من ورائها , رأت في سلوك الشعب السعودي قابلية عالية التركيز للاستغفال والاستدلاخ , وأدوات سقيمة للاحتجاج , ودرست ردود فعله بدقة , فالشركات عندما تزيد في سعر منتجاتها بدون مبرر , تعلم أنه سيتزامن مع قرار الزيادة دعوة لحملة مقاطعة شعبية , تنتهي بعد أيام من بدايتها , ويعود المواطن لتقبل الأمر بصدرٍ رحب !
يبدو أن الحقبة الزمنية التي نعيش فيها قد حطمت الرقم القياسي في عدد الكواراث , ابتداءً من كارثة الأسهم إلى كارثة جدة , كل كارثة هي أكبر من أختها , كل كارثة تنتهي بقرار إقالة أو تشكيل لجنة , يكون المتهم فيها كبش فداء قد وضع كخطة مسبقة لإدارة الأزمات والكوارث !
ابتدأ مسلسل الكوارث بانهيار سوق الأسهم السعودي بشكل جزئي , فأقيل رئيس هيئة سوق المال , باعتبار أنه سبب رئيس للمشكلة !
واستبدل بآخر فانهار السوق بشكل كلي , وتبخرت أموال المساهمين , وأصبح جل المواطنين غارقين في الديون , فتدخلت الحكومة بقرار بهلواني كأننا في سيرك , ووعدت بصندوق لتوازن السوق , مات هذا القرار في يوم ولادته ! ولم يعد أحد يجرؤ على تذكير الحكومة بوعدها !
فهل كان القصد مجرد إسكات الناس وامتصاص الغضب الشعبي ؟
سكت الشعب ونسي ، كما اعتادت الحكومة أن يفعل الشعب تجاه كل أزمة ، فما لبث أن ارتفعت أسعار المواد الغذائية وبعض السلع الأخرى , فأقيل وزير التجارة كخطوة روتينية لإيهام الشعب ، ولكن ظلت الأسعار على ارتفاعها , فتدخلت الحكومة بمكرمة ملكية كالعادة , ودعمت بعض السلع الأساسية , فقفزت أسعارها قبل أن تصل من الجمرك ! وأيدي المواطنين لم تبرد بعد من حرارة التصفيق للمكرمة الملكية !
هل ثمة أدنى منطقية فيما حصل؟!
هل يحدث هذا في الدول المتقدمة؟!
أم لدينا فقط ؟! لماذا إذا ؟
صورة أخرى :
تضاعفت نسب الفقر في المجتمع السعودي , ووصلت لمعدلات خطرة , وأوشكت أن تأكل شريحة واسعة من الطبقة الوسطى , فخرجت الحكومة مصممة على حل كل مشاكل الفقر بحل سحري يتمثل بوضع صندوق للفقراء , يعالج أزمات الفقر في المجتمع السعودي , على أن يتم ابتعاث عدد من الخبراء لهذا الصندوق يستلهمون تجارب العالم المتقدم , ومن ثم يعودن لصناعة الصندوق المنتظر (على وزن المهدي المنتظر) ,.. ولازلنا ننتظر !!
وسيل الفقر لم يزل يجرف الشعب ، وهو أيضا سيل لا تصريف له ، كالسيول الأخرى!
أطراف أخرى كانت أجبن من أن تتجرأ على حقوق الشعب , أصبحت اليوم تسرق أمواله عيانا بيانا ، “و على عينك ياتاجر” كما يقول المثل الشعبي !
وإمعانا في الوقاحة تكرم عملائها بشهر مجاني ! لا يعدو أن يكون سوى طعم بسيط لسرقات قادمة !
لقد تداعت على الشعب السعودي أكَـلَـتُـه تجارا وشركات , وأصبحت تتنافس على نهبه بلا رحمة ولا هوادة , في ظل غياب الرقابة الصادقة عليها ,
فزادت أسعار منتجاتها بغير مبرر , فبالأمس شركات الألبان , واليوم شركات المياه الغازية , ولا يعلم ما في الغد إلا الله , ولكنه لا يدعوا للتفاؤل أبداً.
نحن يا قوم لا نريد فك الحصار عن غزة , ولا طرد المحتل من العراق , ولا يهمنا هل تطبّع دولتنا العلاقات مع إسرائيل أم لا !
كل أحلام الثمانينات والتسعينيات الإسلامية والوطنية منها نسيناها مع ضغط الواقع الداخلي الذي لا يرحم , أقصى ما نريده الآن عيشة كريمة , في بلد أصبح كل من فيه يمتهن الكذب والجشع !
قرارات الحكومة ووعودها الوهمية , وتجاهلها لحقوق المواطنين , وإنكباب الشركات على سرقة ما في جيوب المواطنين, لم تكن لتحدث لولا أن الشركات والحكومة من ورائها , رأت في سلوك الشعب السعودي قابلية عالية التركيز للاستغفال والاستدلاخ , وأدوات سقيمة للاحتجاج , ودرست ردود فعله بدقة , فالشركات عندما تزيد في سعر منتجاتها بدون مبرر , تعلم أنه سيتزامن مع قرار الزيادة دعوة لحملة مقاطعة شعبية , تنتهي بعد أيام من بدايتها , ويعود المواطن لتقبل الأمر بصدرٍ رحب !
المسئول الأول إذن هو نحن الشعب السعودي !
نعم الشعب السعودي الذي تشرب الذل والصمت حتى الثمالة , لا تراه الا يستمطر الحكومة مكرمات ملكية , وينسى أن له شيئاً أسمه حقوق , فتعطيه الحكومة مرة وتمنعه أخرى , فعندما يحرم المواطن من حق الرعاية الصحية , أهم حقوق المواطنين في كل أنحاء العالم , لا يعتبر أن له حق فيطلبه , بل يبدأ التردد على أبواب الأمراء لعله يظفر بورقة اعتماد فتح ملف في مستشفى حكومي !
ولقد والله شاهدت بعيني جملة من هذه الأوراق في أيدي مواطنين ينتظرون في طابور فتح الملفات في أحد المستشفيات وكأنهم من الفرحة يحملون مفاتيح الجنة !
ليعلم الشعب الغافل أن المستقبل لن يكون أفضل من الحاضر ولا من الماضي القريب , بل إن معطيات الوقت الحاضر تبشر بكوارث أكبر في المستقبل القريب , ستستقبل في الأوساط الشعبية ببرودة أكبر من سابقاتها , فكثرة المساس تفقد الإحساس !
لذا يجب على الشعب السعودي البحث عن طوق للنجاة وطريق للتغيير الفعال , ولن يكون إلا بالمطالبة بمؤسسات ضامنة لحقوقه , كمجلس شورى منتخب ونقابات تعمل على تحقيق مصالح الشريحة المنخرطة فيها , وغيرها من التنظيمات المعروفة لدى الدول المتقدمة , أما الرهانات على أقلام النخبة المثقفة , وفتاوى كثير من رجال الدين الذين لا يعرفون ما يدور في الدنيا , أو الرهانات على مكرمات الحكومة , فلن تثمر الا مزيداً من الإفلاس المادي , والهوان المعنوي ، الذي يبدو أنه قدَر الشعب لفترة طويلة قادمة مالم يتحرك بطريقة فعالة !
عدد مرات القراءه 689 وعدد الردود 0
انها اشاره بسيطه على انعدام شخصية الشعب اذ حتى لا رأي له فيما كتب عنه!
الشعب جااااااااهل
الشعب خائف
وشعب يخشى ان يعيش بكرامه ويخشى ما سيواجهه اذ ما عارض!
فقط ستجده عندما يكون الموضوع عن حقوق المرأه،رجولته الزائفه تثور فقط على المرأه!
اما اذلاله واهانته والإستهتار بحقوقه فسيواجه بكلمة واحده ترتعد فرائصها من الخوف(الله يعز الحكومه)
بيني وبينك…..يستحقون ما يجري لهم.
:ARB:
اخوي مافيه ردود لان الموقع محجوب وايضا الي يرد المباحث يحضرونه من بيت امه.
ارجو نشر هذا المقال بالايميلات فهذه اسرع وسيله لتثقيف الشعب الغافل :MAD:
أعلى الله في الجنة مقرك
وفي الدنيا ذكرك
يفوق الجمال مقالك
قبل أن أعلق استوقفني تعليق أحد الأخوة بقوله المباحث يجيبونه من بيت أمه..!
فعجبا لحاجز الخوف الذي يلازمكم؟ متى تتخلصون من هذا الحاجز الذي حرمكم تفكيركم-رأيكم-شعوركم-نظراتكم-انسانيتكم-شجاعتكم-نخوتكم-الخ
رجاء يا اخوة لاتفكررروا بعقلية الثمانينيات..الان زمن العولمة والثقافة والحرية..انتزع حريتك ولا تقف مكتوف الايدي..فرب العالمين وهبك الحرية وانت سلمتها لمن استعبدك..فالذنب ذنبك والا لما انت خانع؟
تعليقي:-
ثلاث أرباع الشعب السعودي ليس لديه ثقة في بعض..والدليل أخونا الذي استوقفني تعليقه ^_^ مازل الشعب يعتقد بأن كل الناس تريد الايقاع به وأنهم كلهم مخابرات؟! سابقا عمدت الاجهزة الامنية على زرع الخوف في الشعب ونشر الشكك في بعض وعدم الثقة..
حتى أني أرى ردود أفعال البعض الرافض للنظام الحالي مضحكة..فأحدهم يقول لي نريد البديل فقط!! سألته لماذا؟فكم من نظام وقع ولم يكن يوجد بديل وقامت الدولة بالانتخابات الشرعية؟
فبدأ يتحجج بأنه لو وقع النظام سوف تنتهك المحارم وتسرق البيوت ويصبح التعدي على الحرمات والممتلكات وووالخ..
فاستغربت من عقليته التي تطعن في جاره وأخوه وأبناء بلده حيث صورهم كأنهم قطاع طرق ولصوص؟ سبحان الله هل تناسيتم نخوتكم وكيف كنتم تحمون أنفسكم وتحمون الغريب؟
هل تناسيتم كيف كنتم تحمون الحجيج؟
فانتقل لموضع أخر وهو القبائل؟وأي قبيلة سوف تحكم؟
بالله عليكم ماعساني أقنع هذا الذي يفكر بعقلية(أسود وأبيض)
لم تعد الان قبائل بل أصبحت مواطنة فقط فجارك من قبيلة وانت من اخرى وقد يكون اصهارك من قبيلة اخرى انتهى زمن الجاهلية والعدوان..
الكل يريد أن يعيش بسلام والكل يطمح (للحرية والديموقراطية) وحفظ الحقوق ..ماتراه اليوم من تصرفات المراهقين والذي يثير مخاوفك هو نتاج الفساد الحاصل لم يجدوا احتضان من دولتهم ولم تستغلهم دولتهم لا في التجنيد ولا في المصانع والاعمال والحرف بل سهلة لهم الفساد..
أعيد وأكرر أتركوا عقليات (الاسود والابيض) وانظروا الى العالم والديموقراطية وكرامتك كمواطن وحق تعبيرك..
اسطوانة الاصلاح انتهت لانه لا يوجد مايصل ولن تصلح ما افسده الدهر..
بل نحتاج الى بناء من أول وجديد واعادة هيكلة الدستور واعادة تثقيف الشعب وتعليمه..
لو كل شخص فعل مثلكم وخنع لما كان هناك اسلام ولما كان هناك بشر على الكرة الارضية..
يجب أن تعرف حقوقك وان تختار من تراه مناسب كما جعل الله لك ان تختار دينك ولم يكرهك عليه أيضا جعل لك الحرية في أعمالك ولم يجبرك على اخفاء رأسك في التراب. كن شجاعا وافعل شيء تلقاه عند الله.
أخيرا:- لن تقوم لكم قائمة بهذا العقليات طوروا أنفسكم بدراسة المنطق والفلسفة وتأريخ الشعوب والحضارات لتعرفوا كم أنتم خانعون.
واقرأوا ثم أقرأوا ثم أقرأوا فالكتب مجانية على الانترنت فلا تحرموا نفسكم من حقوقكم تعليميا وتثقيفيا وسياسيا واجتماعيا كل شيء في أيديكم فهل أنتم واعون؟
اللي كتب يجيبونه من بيت امه هو اساسا مباحث..
اما المقال فإبداع وصفعة عل النائم يستيقظ.